تدورُ الشمس في المتوسط حول محورها مرةً كلّ شهر، ولكن منذ عقدين من الزمن وجدَ العلماء اكتشافاً محيّراً وهو أنّ 5% من الجزء الخارجي يدورُ أبطأ من باقي الأجزاء الداخلية لها، وفي دراسةٍ جديدة قد يُعرف السبب أخيراً .
يقول كبير الباحثين جيف كوهن من معهد الفلك في جامعة هاواي: “لن تتوقّف الشمس عن الدوران قريباً، ولكن اكتشفنا أنّ الإشعاعات الشمسية التي تصل للأرض وتقوم بتسخينها هي نفسها من تقوم “بفرملة” الشمس، وذلك وفقاً للنظرية النسبية الخاصة لآينشتاين، حيث أنّ ذلك يتسبّب في النهاية بإبطاء دورانها ابتداءاً من محيطها الخارجي”.
لا تدورُ الشمس ككتلةٍ واحدة مثل الأرض، عوضاً عن هذا فإنّ أجزاءها تدور بنسبٍ مختلفة بناءاً على موقعها من مركز الشمس”اي انها تملك سرعاً زاوية مختلفة لكل مقطع منها بينما الأرض تملك سرعة زاوية واحدة”.
يدورُ قطبا الشمس بنسبةٍ مختلفة عن خط الإستواء، ونعلم هذا منذ مدةٍ طويلة، ولكنّ العلماء لم يستطيعوا معرفة لماذا يدور 5% من الجزء الخارجي أبطأ بالمقارنة مع جزئها الداخلي .
لفهم مايحدث، قام الفريق بمعاينة وفحص ثلاثة أعوامٍ ونصف من المعلومات الخاصة بوكالة ناسا المأخوذة من القمر الصناعي الخاص بمراقبة الإشعاعات الشمسية وحركتها والذي يراقب الشمس منذ العام 2010 .
تمّ أخذ المعلومات عن طريق رصد التذبذبات في الحقل المغناطيسي للشمس.
لاحظوا أنّ هناك انخفاضٌ حادّ في نسبة دوران الشمس في 150 كم من الطبقة الخارجية، وهو ما توقعوا حدوثه بسبب ما يسمى التأثير المفرمل للفوتون.
الفريق توقّع أنّ التأثير المفرمل هذا هو مشابه لما يسمى -تأثير بويتنج- روبرتسن، حيث تؤدي الإشعاعات الشمسية لخسارة حبيبات الغبار التي تدور حول النجم الزخم الزّاوي لها وتجعلها أبطأ، وذلك من خلال اصطدام الفوتونات بها.
يقول كوهن: ” هذا العزم الذي يُبطئ من الدوران بسيط، ولكن عبر أكثر من 5 بليون سنة كان له تأثيرٌ مُلاحظ جداً على 35,000 كم الخارجية للشمس”.
السؤال الأهم الآن هو كيف أنّ لإبطاء الدوران في الجزء الخارجي للشمس أن يؤثر في المجال المغناطيسي، وهو ما يتحكّم في التوهّجات التي تنطلق من الشمس إلينا ويمكن أن تؤثر على الاتصالات الأرضية.
هذا شيءٌ يأمل العلماء العمل عليه في المستقبل، ولكن على الأقل لدينا فكرة جيدة عن سبب تباطؤ دوران الشمس.